علاء إسماعيل يكتب : أبو زيد يدفع الثمن غاليآ
الهلع الأمني وهواجس الخوف مما قد يحدث من تجاوزات في يوم 25 يناير كانا سببآ فى الوضع السئ الذي يعيشه وزير الرياضة طاهر ابوزيد عقب قراره المثير للجدل الذي اشعل النادي الاهلي ومحبوه وانصاره واركانه من اصحاب الحيثية والحظوة فى البلد ،وكنت اتصور انه سيبادر بالخروج من المشهد بصورة تعيد له بعض ماء الوجه لو كان قد تقدم باستقالة الى رئيس الجمهورية عقب الفيتو المرتبك لرئيس الوزراء والذي ذاع انه الغاء ثم اعلن المتحدث الرسمي انه تجميد لدراسة الجوانب القانونية لأحالة مجلس الادارة الى النائب العام
وبدون مواربة فأن طاهر ابوزيد يدفع ثمنا غاليآ بل وفادحآ لقراره الجرئ الذي هز الشارع المصري وجذب اهتمام جميع الطوائف فى الوقت الذي كانت الدولة تعلن النتائج التفصيلية للاستفتاء على الدستور ، تحالفت الاقدار والظروف السيئة ضد الوزير هذا صحيح من وجهة نظرنا ولكنه ارتكب اخطاء جسيمة ساهمت فى هذه الصدمة التى احبطت طموحاته كوزير وطني مستقل ، ومن المهم توجيه اللوم الى مستشاري الوزير الذين اتجهوا لمحاربة الفساد فى الاهلي وتناسوا اعتبارات بالغة الخطورة وعلى رأسها البعد الأمني فى توقيت اصدار القرار ، واظن ان الحائط الاول الذي اصطدم به قرار الحل الاهلاوي كان الاعتراض الامني وحسابات غضبة انصار الاهلي وهم شريحة من شرائح المجتمع تتسم بالانتماء الحازم والتعصب الشديد للنادي ومن بينهم جماعات الالتراس التى تحولت الى تنفيذ ادوار سياسية مدفوعة الاجر ، وتناسى الوزير ومن حوله ان القرار رغم قوته لا ينسجم مع حالة الاستنفار الامني الواضحة قبل يوم 25 يناير وهو توقيت كان يجب ان يدخل فى حسابات الوزير كونه منصبآ سياسيآ
ويدفع طاهر ابوزيد ثمنآ غاليآ للبيان الاعلامي الركيك الذي اصدره لتفسير القرار الصاعقة بصياغته المتواضعة وسرده لتفاصيل مبهمة والدخول فى جوانب من اختصاص جهات التحقيق العدلية ومن بينها اتهام النادي بتفريخ كوادر تنتمي للأخوان المسلمين وتحطيم مكتب شؤون اللاعبين فى اتحاد الكرة لقيد لاعب ، وهي نقاط اضعفت كثيرا من القرار رغم انه تضمن ادانة واضحة لرئيس النادي فى صدور قرار ضده بمنعه من التصرف فى ماله الخاص ، وكنت اتصور ان طاهر سوف يحصن قراره بالعرض على الامانة العامة لرئاسة الوزراء قبل اطلاق القنبلة فى الوقت الذي كان الجميع يرهف السمع لنتيجة الاستفتاء لكنه لم يفعل لثقته فى ان الدولة تعمل لضرب مواطن الفساد حتى لو فى الاهلي او الزمالك
ويدفع طاهر ابوزيد ثمنا لأختياراته للشخصيات التى كان مزمعا تسيير النادي ومن بينها عادل هيكل رمز الاهلي قبل55 عاما ويعاني من متاعب صحية تحول دون خوض هذه المهمة ، وفي كل الاحوال لم يكن الوزير موفقآ فى هذا الاختيار خاصة ان هيكل سيواجه لوبي اهلاوي يقوده خالد مرتجي الذي يقاتل من اجل البقاء وتطبيق مبدأ توريث السلطة فى هذا المعقل الرياضي المغلق على نفسه
ولا يلوم طاهر ابوزيد الا نفسه فقد اختار التوقيت الخطأ والمستشارين الخطأ وكان يجب ان ينسحب من المشهد بكرامة ليخرج بطلا لكنه اخذ الاتجاه المعاكس دون مبرر وفي تقديري ان وعود رئيس الوزراء له بدراسة القرار مجرد حقنة تخدير قبل التعديل الوزاري القريب جدا ووقتها سيعرف الوزير كم اخطأ فى حق نفسه